Home مقالات “أفنجعل المسلمين كالمجرمين”؟؟

“أفنجعل المسلمين كالمجرمين”؟؟

0 second read
0
0
1,346

بقلم: عبد العزيز الرماني 

في المغرب، قالت المصادر أن وزير العدل والحريات وجه مذكرة إلى الوكلاء العامين من أجل إيقاف المتابعات القضائية التي موضوعها رؤساء الجماعات والمقاطعات، وذلك ضمانا للتنافسية وللمساواة في ولوج السباق الانتخابي.

قرار من هذا الحجم لا يمكن لمصطفى الرميد أن يتخذه دون أن تكون لديه مبررات من حجم يفوق تلك التي نتوفر عليها،ولذلك فلا مجال للنقاش إذ أن القرار مؤقت وغير قابل للديمومة؛بل وتنتهي صلاحيته مباشرة بعد استيفاء الانتخابات لتواريخها.

ومادام للقرار ما يبرره، فإنني تمنيت لو يستفيد منه باقي المواطنين  بمناسبة “عيد” الانتخابات،وبالتالي تتوقف متابعات كل المواطنين ما داموا معنيين بالتصويت على رؤساء الجماعات والمقاطعات.

انها استراحة قضائية تشبه العطلة الصيفية إلى حين انتهاء الاستحقاقات، وإذا سألني أحد عن مبررات هذا التمني الغريب، سأجيب على الفور أن المرشح المعفي من المتابعة لن يكون على أحسن حال إذا توبع الناخبون، إذ من سيصوت له في هذه الحال؟وسيقول قائل أن كل المصوتين ليسوا متابعين،وسنرد في الحين أن كل المرشحين ليسوا متابعين بالتهم..

ولأنني متأكد أن مقترحي لن يلتفت إليه السيد وزير العدل، فسأنساه في الحال، وكأنني ما اقترحته أبدا، لكنني أستحضر هنا ما كتبته جريدة فرنسية في عهد الرئيس “ديجول” حين شنت حملة على مجلس باريس البلدي واتهمت نصف أعضائه باللصوصية في مانشيت عريض.

ولما اعتزم المجلس مقاضاة الجريدة، توسط البعض من كبار القوم في الصلح بين الطرفين، على أن تكتب الجريدة اعتذاراً عما نشرته، فقبلت الجريدة، ونشرت الاعتذار بشكل ظريف.

وجاء اعتذار الجريدة على الشكل التالي: “قلنا بالأمس أن نصف أعضاء مجلس باريس لصوص، وقد وجب الاعتذار إذ أن نصف أعضاء المجلس ليسوا لصوصا”.

نحن نعرف ان بيتنا خال من الشوائب، ولا تصدق عليه عناوين روايات نجيب محفوظ الشهيرة سواء تعلق الأمر برواية “في بيتنا  رجل” أو برواية “اللصوص والكلاب”، لكننا نعرف ايضا أن عالم اللصوصية لا يخلو من الشرفاء والكرماء؛ وفي التاريخ قصص كثيرة للصوص الطيبين.

فالتاريخ العربي يروي قصة أشهر الشعراء الصعاليك، أي قطاع الطرق، وهو عروة بن الورد، الذي تمنى معاوية بن ابي سفيان لو أنه عاصره لصاهره ، وقال عنه عبد الملك بن مروان:” من قال إن حاتماً أسمح الناس، فقد ظلم عروة بن الورد.”

ومن أشهر الأبيات التي رددها التاريخ وراء عروة بن الورد

أفرق جسمي في جسوم كثيرة ‏*** وأحسو قراح الماء والماء بارد‏

مثل هؤلاء اللصوص الشرفاء والظرفاء والوطنيين قد لا يجود الزمان بأمثالهم ، إذ هل يرق قلب واحد من مهربي أموال البلاد إلى الخارج، وتأخذه الشفقة على حالها ووضعها الاقتصادي،فيسارع إلى إرجاع هذه الأموال إلى الوطن؛كي يستفيد منها هو أولا، ويستفيد منها وطنه بعد ذلك؟

وهنا لا نتكلم عن فئات رجال الأعمال والمهام الذين أرجعوا حوالي 28 مليار درهم إلى الوطن العزيز.

لقد قرأت فيما قرأت أن لصا في الولايات المتحدة سرق كاميرا من سيارة، فأعادها بسرعة وهو يبكي ويندب وجهه، بعد أن عرف أن صاحبتها مريضة بالسرطان، وأنها تقوم بأخذ صور لنفسها بهذه الكاميرا؛ ليتذكرها أطفالها الصغار بعد وفاتها، ويتحلون بخصالها.

وفي أستراليا؛ قام لص بسرقة سيارة، لكنه سرعان ما أعادها بعد سماعه بكاء طفل مفزوع بداخلها.وقد غضب اللص كثيرا من والدي الطفل، حين وجدهما مذعورين يبحثان عن السيارة، وصرخ في وجههما:”كيف تتركان طفلا صغيرا لوحده في السيارة؟ والله ما رأيت أبوين أقسى منكما على الأبناء وعلى اللصوص مثلي؟ وغادر المكان مهرولا.

وفي ألمانيا؛ قام لص بسرقة سيارة مفتوحة النوافذ، وكانت غنيمته عبارة عن هاتف جوال ، وعندما فتح اللص الهاتف الجوال وجد به صورا تظهر صاحب الهاتف وهو يتحرش بأطفال صغار، فثارت ثائرته، وتحركت وطنيته،فسلم نفسه للشرطة التي ألقت القبض على صاحب الهاتف لتحقق معه، وأدى السارق غرامة صغيرة، بينما أودع صاحب الهاتف في السجن.

أليس في اللصوص شريف؟ طبعا فيهم الشرفاء على مدار الأرض كلها، ومادام في اللصوص شرفاء ففي المتهمين أكثر من شريف ما داموا ابرءا ء إلى أن تثبث إدانتهم.

كلام كهذا يطرح الف سؤال وسؤال عن مستقبل إصلاح القضاء في المغرب، ولكي لا نذهب أبعد من هذا الحد او نثير اية حساسيات ،فنكتفي بالختم بهذه الآية الكريمة ما لم يسأ فهمها “أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُون” صدق الله العظيمَ

Load More In مقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

دور “مول الحانوت” في الحركة التجارية اليومية والثقافة الاستهلاكية للمغاربة