Home مقالات المسؤولية،،

المسؤولية،،

0 second read
0
0
1,393
عبد العزيز الرماني
حرية التجمع والتظاهر والاحتجاج مكاسب ناضل من أجلها المغاربة وتمكنوا من الحصول عليها في وقت ظلت العديد من الدول العربية لا تفهم معنى التأطير والتنظيم الجمعوي ومعنى
الاحتجاج والتظاهر.

هذه الحرية التي ينعم بها المغاربة يغبطهم عليها إخوانهم في الجزائر، وقد عانوا سنوات القمع والقهر تحت قيود الأنظمة العسكرية، وحالات الطوارئ التي رفعوها مؤخرا لكن بشروط وقيود. هذه الحرية التي نمتلكها ونعتز ونفتخر بها يجب أن لا يطالها مس أو استجهان من أي طرف كان سواء من السلطة أو من المواطنين، ولعل أرقى الأساليب التي يجب تعلمها وتعليمها لكل مواطن أراد المطالبة بحقه، ان يكون مسؤولا في أسلوب مطالبته، وفي الجانب الآخر على المستمع إلى مطالبه أن يكون مسؤولا في تلقيها. سيصبح الأمر استهتارا أن يسمح للمواطن معطلا أو محتجا لهدف ما ان يتظاهر دون حوار مسؤول وهادف تقتنع به الأطراف المتحاورة، وتشعر أن هناك تقدم في تحقيق جزئي أو كلي لهذه المطالب، أو على الأقل وضع أجندة لتحقيق على فترات. إن ما وقع في مدينة خريبكة والدارالبيضاء يعطي الانطباع أن هناك تسرب ما لفئات معينة لإجهاض الحوار، إذ لا يعقل أن تفاوض السلطات من جهة ثم تهجم على المتحاورين معها مالم يكن هناك طرف ثالث تسرب بين الطرفين ليبعدهما عن أهدافهما . فالسلطات لا يمكن أن تكون مصابة بالسكيزوفيرينيا إلى هذا الحد، والمحتجين المعتصمين أمام الفوسفاط لا يمكن أن يكونوا غير مسؤولين كي يجهضوا مفاوضاتهم مع المعنيين، ويحولوا اعتصامهم إلى نزاع مفتوح فيما بينهم أدى إلى تدخل السلطات وإلى هذه النتائج. لقد تعلمنا من أحداث العيون أن خيمة واحدة قد تتحول إلى مخيم، وتعلمنا من تكنولوجيا الفاسيبوك أن شخصا واحدا قد بعبئ الآلاف، نعم تعلمنا كل هذا ونحن مؤمنون به ونعتز بحقنا في التفاوض والتحاور بل والاحتجاج والتظاهر لكن في ظل المسؤولية الكبرى. لقد تتبعنا طيلة السنين الماضية مظاهرات العاطلين التي تحولت مع طول الوقت إلى مدرسة يتعلمون فيها فنون الخطاب والإقناع وتقنيات المجادلة والتفاوض أحسن مما تعلموه في الجامعة المغربية بحكم ضعف تعليمنا، لكن باستثناء الحضور الأمني لم يفتح حوار جاد مع هذه الفئات. كان على المحتجين في خريبكة أن يلقوا بأيديهم القبض على كل من تسرب إليهم ليجهض الحوار ويحوله عن سكته ونفس الشئ يفقال بالنسبة لما حصل في مراكش والحسيمة والعرائش وغيرها من المدن، وعلينا أن نتعلم هذا بأسلوب وطني ومواطن أي أن لا نكون ضحية للمتسربين والمشعلين للفتن والمثيرين للفوضى،فكلنا مهمومون ولنا حقوق ومطالب لكن علينا تحقيقها بالمسؤولية والحكمة والعقل،مادمنا نعيش في وطن واحد وموحد.
Load More In مقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

الرماني يسلط الضوء على برنامج دعم السكن